للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الحافظ وجيه الدّين أبو محمد عبد الرحمن بن علي الدّيبع الشيباني العبدري الزّبيدي الشافعي [١] .

قال- رحمه الله- في آخر كتابه «بغية المستفيد بأخبار زبيد» : كان مولدي بمدينة زبيد المحروسة في يوم الخميس الرابع من المحرم الحرام سنة ست وستين وثمانمائة في منزل والدي منها، وغاب والدي عن مدينة زبيد في آخر السنة التي ولدت فيها ولم تره عيني قطّ، ونشأت في حجر جدّي لأمّي العلّامة الصّالح العارف بالله تعالى شرف الدّين أبي المعروف إسماعيل بن محمد بن مبارز الشافعي، وانتفعت بدعائه لي، وهو الذي ربّاني جزاه الله عنّي بالإحسان وقابله بالرّحمة والرّضوان.

وقال في «النور» : هو الإمام، الحافظ، الحجّة، المتقن، شيخ الإسلام، علّامة الأنام، الجهبذ، الإمام، مسند الدّنيا، أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين، خاتمة المحقّقين، ملحق الأواخر بالأوائل، أخذ عمّن لا يحصى، وأخذ عنه الأكابر، كالعلّامة ابن زياد، والسيد الحافظ الطّاهر بن حسين الأهدل، والشيخ أحمد بن علي المزجاجي، وغيرهم.

وأجاز لمن أدرك حياته أن يروي عنه، فقال:

أجزت لمدركي وقتي وعصري ... رواية ما تجوز روايتي له

من المقروء والمسموع طرّا ... وما ألّفت من كتب قليله

ومالي من مجاز من شيوخي ... من الكتب القصيرة والطّويله

وأرجو الله يختم لي بخير ... ويرحمني برحمته الجزيلة

وكان ثقة، صالحا، حافظا للأخبار والآثار، متواضعا، انتهت إليه رئاسة الرحلة في علم الحديث، وقصده الطلبة من نواحي الأرض.

ومن مصنّفاته «تيسير الوصول إلى جامع الأصول» في مجلدين [٢] ،


[١] ترجمته في «النور السافر» ص (٢١٢- ٢٢١) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٥٨- ١٥٩) و «البدر الطالع» (١/ ٣٣٥- ٣٣٦) و «الأعلام» (٣/ ٣١٨) .
[٢] طبع في مصر قديما في مجلدين وهي طبعة متقنة، ثم طبع فيها مرة أخرى سنة (١٣٤٦ هـ) طبعة

<<  <  ج: ص:  >  >>