للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن طولون: هو أخونا وابن شيخنا، العلّامة جمال الدّين، حفظ القرآن و «المختار» وغيرهما، وسمع الحديث على شيخنا ابن عبد الهادي، وأخيه الشّهاب أحمد، وولده [١] ، واشتغل، وحصّل، وألّف، ثم سلك طريق السّلف الصّالح، وحضر كثيرا عندي.

وتوفي ليلة الأحد خامس عشر رجب عن نحو خمس وستين سنة، ودفن عند والده- أي بسفح قاسيون- لصيق تربة العمّ من جهة الشرق. انتهى وفيها المولى إسحاق الرّومي [٢] أحد موالي الرّوم الطبيب.

كان نصرانيا طبيبا، وكان يعرف علم الحكمة معرفة تامة، وقرأ على المولى لطفي التّوقاتي المنطق، والعلوم الحكمية، وباحث معه فيها، ثم انجرّ كلامهم إلى العلوم الإسلامية، وقرّر عنده حقيقة الإسلام فاعترف وأسلم، ثم ترك الطّب، واشتغل بتصانيف الإمام حجّة الإسلام الغزّالي، والإمام فخر الدّين الرازي، وداوم على العمل بالكتاب والسّنّة، وصنّف شرحا على «الفقه الأكبر» لأبي حنيفة، رضي الله عنه.

وفيها الشيخ شيخ بن إسماعيل بن إبراهيم بن الشيخ عبد الرحمن السّقاف اليمني [٣] السيد الجليل، صاحب الكرامات الخارقة والآيات الصادقة.

كان من كبار مشايخ اليمن، حكي عنه أنه قيل له هاهنا رجل تحصل له حالة عظيمة عند السماع، فقال: ليس الرجل الذي يحتاج إلى محرك يحركه، إنما الرجل الذي لا يغيب عنه الشهود حتى في حالة الجماع فضلا عن غيره.

توفي بالشّحر [٤] ودفن بها.


[١] في «آ» : «ووالده» .
[٢] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٣٢١) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٢٢) .
[٣] ترجمته في «النور السافر» ص (٢٣٥- ٢٣٦) .
[٤] جاء في «معجم ما استعجم» (٢/ ٧٨٣) : الشّحر: ساحل اليمن، وهو ممتدّ بينها وبين عمان. وانظر «معجم البلدان» (٣/ ٣٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>