للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتغل بالعلم، وحصّل، واتصل بخدمة المولى ابن المؤيد، ودرّس بمدرسة داود باشا بالقسطنطينية، ثم بدار الحديث بأدرنة، ثم ولي قضاء حلب، ثم صار مفتيا ومدرّسا بأماسية، ثم ترك المناصب، وتقاعد، فعيّن له كل يوم سبعون عثمانيا.

وكان عالما، كاملا، شاعرا، لطيفا.

ومن شعره ما كتبه على وثيقة وهو قاض بمغنيسا:

هذه حجّة مبانيها [١] ... أسست بالوثاق تأسيسا

صحّ عندي جميع فحواها ... لن ترى في السطور تلبيسا

ثم عبد العزيز وقّعها ... قاضيا في ديار مغنيسا

قال ابن الحنبلي: كان فاضلا، فصيحا، حسن الخط، لطيف الشعر باللسان العربي، بديع المحاضرة، جميل المذاكرة. انتهى وتوفي بالقسطنطينية.

وفيها الشيخ زين الدّين عمر العقيبي [٢] العارف بالله تعالى، المربي المسلك الحموي الأصل، ثم العقيبي الدمشقي، المعروف بالإسكاف.

كان في بدايته إسكافا يصنع النّعال الحمر، ثم صاحب الشيخ علوان الحموي، وبقي على حرفته، غير أنه كان ملازما للذّكر أو الصّمت، ثم غلبت عليه الأحوال، فترك الحرفة، وأقبل على المجاهدات، ولزم خدمة أستاذه الشيخ علوان، حتى أمره أن يذهب إلى دمشق ويرشد الناس.

وكان كثير المجاهدات، شديد التّقشف، ورعا.

وكان أمّيّا، لكن ببركة صدقه فتح الله عليه في الكلام في طريق القوم والتكلم على الخواطر التي يشكوها إليه الفقراء.


[١] تحرفت في «ط» إلى «مباينها» .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٢٩- ٢٣٣) ، و «جامع كرامات الأولياء» (٢/ ٢٢٤- ٢٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>