للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على والده، وحصل له بركة أشياخه، منهم الشيخ تقي الدّين البلاطنسي، وابن أبي اللطف المقدسي، وأجازاه، وأجازه بالمكاتبة مفتي بعلبك البهاء بن الفصي، واجتمع بالجمال الديروطي وأجازه، وقرأ على آخرين، وسافر إلى حلب، فحضر دروس التاج العرضي، واجتمع بقاضي قضاة العساكر المولى سنان بن حسام الدّين فعظّمه وأثنى عليه، ونشأ من صغره في طاعة الله تعالى، متأدبا، متواضعا، سليم الفطرة، منور الطلعة.

أقرأ ودرّس في الفقه، والنحو، والتفسير، والحديث، وانتفع به الطلبة، وولي تدريسا بالأموي وبمدرسة أبي عمر [١] ، وبالظاهرية.

وأمّ وخطب نيابة عن أبيه بالجامع الجديد خارج باب الفراديس.

وكان يودّ أن يموت قبل أبيه، فبلّغه الله أمنيته.

وتوفي نهار الأربعاء خامس عشري رجب عن سبع وثلاثين سنة وشهر وثمانية وعشرين يوما [٢] وخرجت روحه قائلا: الله الله الله [٣] لا إله إلا الله.

وفيها المولى محب الدّين، ويقال محبّ الله التّبريزي [٤] الشافعي الصّوفي المشهور، نزيل دمشق.

رحل من بلاده إلى بلاد الشام، وحجّ منها، وجاور، ثم عاد إليها، ومكث بالتكية السّليمية بسفح قاسيون لمزيد شغفه بالشيخ محيي الدّين بن عربي، واعتقاده، وكثرة تعلقه بكلامه، وحلّه، وتشديد النكير على من ينكر عليه، وصار يقرأ عليه بها جماعة في التفسير وغيره.

وكان يجمع إلى تفسير الآية تأويلها على طريقة القوم، ويورد على تأويلها ما يحضره من كلام المسنوي.

وتوفي بدمشق. قاله في «الكواكب» .


[١] يعني في صالحية دمشق.
[٢] في «ط» : «وثمانية عشر يوما» .
[٣] لفظ الجلالة المكرر لم يرد في «الكواكب السائرة» .
[٤] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>