للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لطلب العلم، ودار به على الأعلام، فأخذ عن المولى القادري، وطاش كبري زاده، وغيرهما، وبرع، وأحرز فضائل جمّة، وقال الشعر اللطيف، فلقّب بسروري.

وكان فارسا في لغة فارس، وله مؤلفات عربية ورومية وفارسية، وتنقّل في المدارس، وأكبّ على الاشتغال والتصنيف. وكان بهيّ المنظر، حلو المخبر، تلوح عليه آثار الفوز والفلاح، جوادا، سمحا.

ومن مصنفاته «الحواشي الكبرى على تفسير البيضاوي» وأولها: الحمد لله الذي جعلني كشّاف القرآن، وصيّرني قاضيا بين الحقّ والبطلان. و «الحواشي الصغرى» عليه أيضا. وشرح قريبا من نصف «البخاري» و «حاشية على التلويح» و «حاشية على أوائل الهداية» وشروح لبعض المتون المختصرة، وغير ذلك.

وتوفي بمرض الهيضة عن اثنتين وسبعين سنة، ودفن عند مسجده بقصبة قاسم باشا.

وفيها أبو محمد معروف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد اليمني [١] الشيخ الكبير القدوة، الشهير العارف بالله تعالى.

قال في «النور» : ولد بشبام [٢] في ليلة الجمعة حادي عشر شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.

وكان كبير الشأن، ذا كرامات ظاهرة، وآيات باهرة، أفرد مناقبه بعض الفضلاء بالتصنيف.

وكان ذا جاه عظيم، وقبول عند الخاص والعام، وكان سبب خروجه من بلده إلى دوعان أنه وشي به إلى السلطان بدر الكثيري بأشياء، منها فرط اعتقاد الناس فيه، وامتثالهم أوامره ونواهية، فأمر بنفيه من البلاد بعد الإشهار بإهانته، فنودي


[١] ترجمته في «النور السافر» ص (٢٧٣- ٢٧٤) .
[٢] شبام: جبل عظيم بصنعاء، به شجر وعيون، وشرب صنعاء منه. انظر خبره في «معجم ما استعجم» (٢/ ٧٧٨) و «مراصد الإطلاع» (٢/ ٧٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>