للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها السيد وجيه الدّين عبد الرحمن بن حسين بن الصّدّيق الأهدل اليمني الشافعي [١] .

قال في «النور» : ولد سنة إحدى وتسعين وثمانمائة بمدينة زبيد، ونشأ بها، وقرأ القرآن، وصحب جماعة من المشايخ، ونصّبه الشيخ المعروف بابن إسماعيل الجبرتي شيخا وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وظهرت عليه آثار بركة المشايخ الصالحين، وفتح عليه فتوح العارفين، حتى لحق من قبله، وساد أهله، وتضاءلت عليه [٢] المشايخ الأكابر، وشهدت له بالتقدم على الأوائل والأواخر، فأصبح فريد دهره ووحيد عصره، منقطع النّظير، متصلا بجدّه بالأثير، كثرت أتباعه وأصحابه من المشايخ والعلماء والقضاة والأمراء والوزراء والأغنياء والفقراء.

وكان كثير الإنفاق، ميسرة عليه الأرزاق، ما قصده سائل فخاب، ولا أمه وافد إلا ورجع بزلفى وحسن مآب، وهو مع ذلك على قدم التوكل والفتح الرّباني، وكان مشاركا في كثير من العلوم، وجمع كتبا كثيرة في فنون شتّى.

وكان إذا خرج من بيته تزدحم عليه الناس تلتمس بركته.

ومن كراماته أنه جاءه مريض قد عظم بطنه [٣] من الاستسقاء فقرب إليه طعاما وأمره أن يأكله جميعه ففعل ما أمره فزال عنه ذلك المرض في الحال [٤] .

وكراماته لا تنحصر.

وتوفي بزبيد في جمادى الأولى وقبره بها مشهور مزور، وعليه قبة حسنة.

انتهى.

وفيها علاء الدّين علي بن إسماعيل بن موسى بن علي بن حسن بن


[١] ترجمته في «النور السافر» ص (٢٧٥- ٢٧٦) .
[٢] في «آ» : «له» وما أثبته من «النور السافر» وقد سقطت اللفظة من «ط» .
[٣] لفظة «بطنه» سقطت من «ط» .
[٤] في «النور السافر» : «فحسب إن فعل ما أمره زال عنه ذلك المرض في الحال» .

<<  <  ج: ص:  >  >>