للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المولى خير الدّين معلّم السلطان سليمان، ثم تنقّل في المدارس والمناصب، إلى أن ولي قضاء حلب، ثم قضاء دمشق، ثم قضاء مصر، ثم كفّ فتقاعد بمدرسة أبي أيوب الأنصاري بمائة درهم.

وكان مشاركا في أكثر العلوم، له منها حظّ وافر، زكي النفس، كثير السخاء، محسنا متفضلا، كتب حواشي على «شرح المواقف» وعلى «شرح الوقاية» لصدر الشريعة، وعلى «شرح المفتاح» للشريف الجرجاني، وجمع «لطائف علماء الروم ونوادرهم» .

وله «ديوان شعر» و «ديوان إنشاء» كلاهما بالتركي. انتهى وفيها الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراوي الشافعي [١] .

قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» : هو شيخنا الإمام العالم [٢] العامل العابد الزاهد الفقيه المحدّث الأصولي الصوفي المربّي المسلّك، من ذريّة محمد بن الحنفيّة.

ولد ببلده ونشأ بها، ومات أبواه [٣] وهو طفل، ومع ذلك ظهرت فيه علامة النجابة ومخايل الرئاسة والولاية، فحفظ القرآن و «أبا شجاع» [٤] و «الأجرومية» وهو ابن نحو سبع أو ثمان، ثم انتقل إلى مصر سنة إحدى عشرة وتسعمائة وهو مراهق، فقطن بجامع الغمري، وجدّ واجتهد، فحفظ عدة متون، منها «المنهاج» و «الألفية» و «التوضيح» و «التلخيص» [٥] و «الشاطبية» و «قواعد ابن هشام» بل حفظ «الروض إلى القضاء» وذلك من كراماته.

وعرض ما حفظ على علماء عصره، ثم شرع في القراءة، فأخذ عن الشيخ


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ١٧٦- ١٧٧) و «الأعلام» (٤/ ١٨٠- ١٨١) و «جامع كرامات الأولياء» (٢/ ١٣٤- ١٣٩) و «معجم المؤلفين» (٦/ ٢١٨- ٢١٩) .
[٢] لفظة «العالم» لم ترد في «ط» .
[٣] في «ط» : «أبوه» .
[٤] أي «متنه» .
[٥] لفظة «والتلخيص» سقطت من «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>