العبودية، و «كشف الرّان عن أسئلة الجان» و «فرائد القلائد في علم العقائد» و «الجواهر والدّرر» و «الكبريت الأحمر في علوم الكشف الأكبر» و «الاقتباس في القياس» و «فتاوى الخواص» و «العهود ثلاثة» وغير ذلك.
وحسده طوائف، فدسوا عليه كلمات يخالف ظاهرها الشرع، وعقائد زائغة، ومسائل تخالف الإجماع، وأقاموا عليه القيامة، وشنّعوا وسبّوا، ورموه بكل عظيمة فخذلهم الله وأظهره عليهم.
وكان مواظبا على السّنّة، مبالغا في الورع، مؤثرا ذوي الفاقة على نفسه حتى بملبوسه، متحملا للأذى، موزعا أوقاته على العبادة ما بين تصنيف وتسليك وإفادة، واجتمع بزاويته من العميان وغيرهم نحو مائة، فكان يقوم بهم نفقّه وكسوة.
وكان عظيم الهيبة، وافر الجاه والحرمة، تأتي إلى بابه الأمراء. وكان يسمع لزاويته دويّ كدوي النحل ليلا ونهارا.
وكان يحيي ليلة الجمعة بالصلاة على المصطفى صلّى الله عليه وسلم، ولم يزل مقيما على ذلك، معظما في صدور الصدور، إلى أن نقله الله تعالى إلى دار كرامته.
ومن كلامه: دوروا مع الشرع كيف كان لامع الكشف، فإنه قد يخطئ وقال: ينبغي إكثار مطالعة كتب الفقه عكس ما عليه المتصوفة الذين لاحت لهم بارقة من الطريق فمنعوا مطالعته وقالوا: إنه حجاب جهلا منهم.
وقال: كل إنسان لا يعذّب في النار إلّا من الجزء الناري الذي هو أحد أركان بدنه [١] .
وقال: ذهب بعض أهل الكشف إلى أن جميع الحيوان لهم تكليف إلهي برسول منهم في ذواتهم لا يشعر به إلّا من كشف عن بصره، فإن لله الحجّة على خلقه، فلا يعذّب أحدا إلا جزاء، فلا إشكال في إيلام الدواب.
وقال: الجبر آخر ما تنتهي إليه المعاذير، وذلك سبب مآل أهل الرحمة إلى الرحمة.
[١] قلت: ليس على ذلك دليل من الكتاب والسّنّة وآراء الجمهور من السّلف والخلف.