للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، ونشأ في حجر والده، وتغذى بدّر علومه وفوائده، وقرّت به عينه، وتفقه بوالده كثيرا، ورأس على الأكابر صغيرا، ودرّس وأفتى في حياة أبيه، وصنّف مصنّفات لا يستغني عنها فقيه، وكتب معاصر وأبيه على فتاويه، وانفرد بعد والده بالإفتاء، مع زحمة البلد بأثمة شتّى. وكان من الولاية والعلم على جانب عظيم.

ومن مصنّفاته «شرح على مولد السيد حسين بن الأهدل» و «شرح لوداع ابن الجوزي» مات عنهما مسودتين، و «تشنيف الأسماع بحكم الحركة في الذكر والسماع» و «القول النافع القويم لمن كان ذا قلب سليم» و «التحرير الواضح الأكمل في حكم الماء المطلق والمستعمل» و «المطالع الشمسية» .

وبالجملة فإنه كان مفتي الأنام، وعلّامة الأعلام.

توفي في ثاني عشر شوال. قاله في «النور» أيضا وفيها علي المتقي بن حسام الدّين الهندي ثم المكّي [١] .

كان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، على جانب عظيم من الورع والتّقوى والاجتهاد في العبادة، ورفض السّوى، وله مصنّفات عديدة [٢] وكرامات كثيرة.

وتوفي بمكّة المشرّفة بعد مجاورته بها مدة طويلة.


[١] ترجمته في «النور السافر» ص (٣١٥- ٣١٩) و «أبجد العلوم» (٣/ ٢٢٣- ٢٢٤) طبع وزارة الثقافة بدمشق و «كنز العمال» (١٦/ ٧٧٦- ٧٨٨) و «الأعلام» (٤/ ٣٠٩) و «معجم المؤلفين» (٧/ ٥٩) و «حركة التأليف باللغة العربية في الإقليم الشمالي الهندي» ص (٨٠) ، وقد أفرد الشيخ عبد القادر بن أحمد الفاكهي مناقبه في تأليف سمّاه: «القول النقي في مناقب المتقي» .
[٢] قال العيدروس في «النور السافر» ص (٣١٧) : «ومؤلفاته كثيرة نحو مائة مؤلف ما بين صغير وكبير» .
قلت: أهمها المصنّفات التالية:
١- «كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال» جمع فيه أهم مصادر الحديث النبوي فبلغت الأحاديث المودعة فيه (٤٦٦٢٤) حديثا عليها مدار العمل في الغالب لدى المشتغلين بفنّ التخريج والتحديث. وقد طبع هذا الكتاب الجليل في مدينة حلب المحروسة عام ١٣٩٧ هـ بعناية الشيخين الفاضلين بكري الحياني وصفوة السقا، وهي طبعة جيدة نافعة، وقام بإعداد فهارس شاملة لأطراف

<<  <  ج: ص:  >  >>