للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحكى أنه لما دخل الحرم أعتق مماليكه واجتهد في أداء مناسك الحجّ. وكان صاحب يد في العلوم، سهل القياد، صحيح الاعتقاد، سمحا، جوادا، إلا أن فيه خصلة ابن حزم الذي قيل فيه: لسان ابن حزم وسيف الحجّاج شقيقان [١] ، وعلّق حواشي في أثناء دروسه على بعض المواضع من «شرح المفتاح» للشريف الجرجاني.

وتوفي بعد أن تمّم أعمال حجّه بمكّة المشرّفة، ودفن بالبقيع. انتهى وفيها القاضي كمال الدّين محمد بن القاضي شهاب الدّين أحمد بن يوسف بن أبي بكر الزّبيدي [٢] الصّفدي ثم الدمشقي الحنفي، الشهير بابن الحمراوي [٣] .

قال في «الكواكب» : قال والدي: حضر كثيرا من دروسي، وذكر أن مولده سنة تسع وتسعمائة، وتولى وظائف متعددة، كنظر النظّار، ونظر الجامع الأموي، والحرمين الشرفين. وكان الحرب بينه وبين السيد تاج الدّين وولده محمود [٤] قائمة، وكان هو المؤيد عليهما.

وكان من رؤساء دمشق وأعيانها المعدودين، جوادا، له في كل يوم أول النهار وآخره مائدة توضع بألوان الأطعمة المفتخرة، وكان ذا مهابة وحشمة ووجاهة، لا تردّ شفاعته في قليل ولا كثير، وكان ينفع الناس بجاهه ويكرم القادمين إلى دمشق من أعيان أهل البلاد، ويتردد إليه الفضلاء والأعيان.

وكان باب الخضر [٥] الذي يمر منه إلى الطواقية ضيقا فوسّعه من ماله.

وللشعراء فيه مدائغ طنّانة.

وتوفي نهار الاثنين رابع عشر ربيع الأول ودفن بباب الصغير.


[١] أي كان يقع في الناس كثيرا.
[٢] في «ط» : «الزبيري» وهو تحريف.
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ٤٣- ٤٤) .
[٤] في «ط» : «وولده محمد» وهو خطأ.
[٥] كذا في «آ» و «ط» و «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف: «باب الخضر» ولم أقف على ذكر له فيما بين يدي من المصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>