للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البرد، فعالجه بعض المتطببة ودهنه بدهن فيه بعض السموم، ثم أعقبه بالطّلاء بدهن النّفط، فوصل السم إلى باطنه فكان سبب موته.

[١] وفي حدودها [٢] الإمام العلّامة تقي الدّين [محمد بن] أحمد بن شهاب الدّين الفتّوجي [٣] صاحب «المنتهى» [٤] .

قال الشعراوي في «ذيله على طبقاته» : ومنهم سيدنا ومولانا الشيخ الإمام العلّامة الشيخ تقي الدّين، ولد شيخنا شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدّين الشهير بابن النّجار، صحبته أربعين سنة فما رأيت عليه ما يشينه في دينه بل نشأ في عفّة، وصيانة، ودين، وعلم، وأدب، وديانة.

أخذ العلم عن والده شيخ الإسلام المذكور وعن جماعة من أرباب المذاهب المخالفة، وتبحّر في العلوم، حتّى انتهت إليه الرئاسة في مذهبه، وأجمع الناس أنه إذا انتقل إلى رحمة الله تعالى مات بذلك فقه الإمام أحمد من مصر، وسمعت القول مرارا من شيخنا الشيخ شهاب الدّين الرّملي وما سمعته قطّ يستغيب أحدا من أقرانه ولا غيرهم، ولا حسد أحدا على شيء من أمور الدنيا، ولا تزاحم عليها، وولي القضاء بسؤال جميع أهل مصر، فأشار عليه بعض العلماء، بالولاية، وقال:

يتعين عليك كذلك، فأجاب مصلحة للمسلمين.

وما رأيت أحدا أحلى منطقا منه، ولا أكثر أدبا مع جليسه، حتى يود أنه لا يفارقه ليلا ولا نهارا.

وبالجملة فأوصافه الجميلة تجلّ عن تصنيفي، فأسأل الله أن يزيده من فضله علما وعملا وورعا إلى أن يلقاه، وهو عنه راض، آمين اللهم آمين، انتهى [١] .


[١] ما بين الرقمين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .
[٢] قلت: هكذا دوّن المؤلف رحمه الله هذه الترجمة متشككا في سنة وفاة صاحبها، وفي معظم المصادر أنه مات سنة (٩٧٢) هـ.
[٣] ترجمته في «النعت الأكل» ص (١٤١- ١٤٢) و «السحب الوابلة» ص (٣٤٧- ٣٥٠) و «مختصر طبقات الحنابلة» للشطي ص (٩١- ٩٢) و «الأعلام» (٦/ ٦) و «معجم المؤلفين» (٨/ ٢٧٦) وما بين الحاصرتين مستدرك منها جميعا.
[٤] واسمه الكامل: «منتهى الإرادات» وهو في فقه الحنابلة. انظر «كشف الظنون» (٢/ ١٨٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>