للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل بنهر أبي فطرس [١] من الأردن، الأمير محمّد بن عبد الملك بن مروان الأموي، وله رواية عن أبيه.

وفي ذي القعدة قتل الأمير أبو خالد يزيد بن عمر [٢] بن هبيرة الفزاريّ، أمير العراقين لمروان، وله خمس وأربعون سنة، وهو آخر من جمع له العراقان، وكان شهما، طويلا، شجاعا، خطيبا، مفوّها، جوادا، مفرط الأكل، ولما تواقع هو وبنو العبّاس هرب إلى واسط، فحاصروه بها وثبت معه معن بن زائدة الشّيباني، وكان أبو جعفر المنصور أخو السّفّاح يعيّره فيقول:

ابن هبيرة يخندق على نفسه كالنساء، فأرسل إليه ابن هبيرة أن ابرز إليّ، فقال المنصور: خنزير قال لأسد: ابرز إليّ، فقال الأسد: ما أنت بكفء لي.

قال الخنزير: لأعرّفنّ السباع أنك جبنت. فقال الأسد: احتمال ذلك أيسر من تلطّخ براثني بدمك. ثم أمّنه المنصور وغدر به. وقال: لا يعزّ ملك وأنت فيه.

وكان رزق ابن هبيرة في كل سنة ستمائة ألف. وكان يأكل في يومه خمس أكلات عظام، وقتل وهو ساجد.

وفيها كانت وقعة المسناة، فقتل الأمير قحطبة بن شبيب الطائي المروزيّ، أحد دعاة بني العبّاس، وتأمّر على الجيش في الحال ولده.

وفيها قتل سليمان بن كثير الخزاعيّ المروزيّ الأمير، أحد نقباء بني العبّاس، قتله أبو مسلم الخراسانيّ.

وفي ذي الحجّة قتل بمصر عبيد الله بن أبي جعفر الليثيّ مولاهم


[١] في الأصل، والمطبوع: «بنهر أبي قطرس» وهو تصحيف، والتصحيح من «العبر» للذهبي (١/ ١٧٧) .
وقال الفيروزآبادي في «القاموس المحيط» (٢/ ٢٤٦) : فطرس بالضم رجل، ومنه نهر فطرس، ويقال: أبي فطرس، قرب الرّملة، مخرجه من جبل قرب نابلس.
[٢] في الأصل: «يزيد بن عمرو» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>