قال في «الكواكب» : كان رفيقا لوالدي على والده وعلى القاضي زكريا. قرأ عليه «البخاري» و «مسلم» كاملين «وسنن أبي داود» إلّا يسيرا من آخرها، وجمع عليه للسبعة، ولبس منه خرقة التصوف، وسمع على الشيخ عبد الحقّ السّنباطي «سنن ابن ماجة» كاملا، و «الموطأ» وغير ذلك. وقرأ عليه في التفسير، والقراآت، والنحو، والصرف، وأذن له بالإفتاء والتدريس، وقرأ وسمع على السيد كمال الدّين بن حمزة لما قدم مصر. وقرأ على الكمال الطويل كثيرا وأجازه بالتدريس والإفتاء، وأخذ عن الأمين بن النّجار، والبدر المشهدي كثيرا، وعن الشمس الدّلجي، وأبي الحسن البكري، وغيرهم.
قال الشعراوي: أفتى ودرّس في حياة مشايخه بإذنهم، وألقى الله محبته في قلوب الخلائق، فلا يكرهه إلّا مجرم أو منافق، وانتهت إليه الرئاسة في علم الحديث، والتفسير، والتصوف، ولم يزل أمّارا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، يواجه بذلك الأمراء والأكابر، لا يخاف في الله لومة لائم.
قال: وتولى مشيخة الصّلاحية بجوار الإمام الشافعي، ومشيخة الخانقاة السرياقوسية، وهما من أجلّ وظائف مشايخ الإسلام من غير سؤال منه، وأجمع أهل مصر على جلالته، وما رأيت أحدا من أولياء مصر إلّا يحبه ويجلّه.
وذكره القاضي محبّ الدّين الحنفي في «رحلته إلى مصر» فقال: وأما حافظ عصره، ومحدّث مصره، ووحيد دهره، الرحلة الإمام والعمدة الهمام الشيخ نجم الدّين الغيطي، فإنه محدّث هذه الدّيار على الإطلاق، جامع للكمالات الجميلة ومحاسن الأخلاق، حاز أنواع الفضائل والعلوم، واحتوى على بدائع المنثور والمنظوم، إذا تكلّم في الحديث بلفظه الجاري أقرّ كل مسلم بأنه البخاري، أجمعت على صدارته في العلم علماء البلاد، واتفقت على ترجيحه بعلو الإسناد، وقفت له على مؤلّف سمّاه «القول القويم في إقطاع تميم» . انتهى أي ومن مؤلفاته «المعراج» المتداول بأيدي الناس، يقرؤه علماء الأزهر كل سنة في رجبها