للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شبابه، لكنه أكبّ على الطلب ولازم الأفاضل، وحصل له منهم قبول زائد، منهم المولى سعدي محشّي «تفسير البيضاوي» . وصار ملازما من المولى القادري، ثم تنقّل في المدارس من سنة أربعين وتسعمائة إلى أن قلّد قضاء دمشق فلم يمكث فيه سنة حتّى نقل إلى قضاء مصر، فأقام فيها ثلاث سنين، ثم قلّد قضاء برسه، ثم قضاء قسطنطينية، ثم قضاء العسكر بولاية روم إيلي، فاستمرّ فيه تسع سنين، سالكا أحسن مسلك وكان السلطان- لكثرة اعتماده عليه وحبه له- أراد أن يوليه الوزارة العظمى [١] ، فوافق موت المرحوم المولى أبي السعود أفندي المفتي، فأقيم مقامه، وسلّم إليه المجد زمامه، فدام في الفتوى إلى أن توفي، وذلك في أوائل شعبان، ودفن بجوار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

وفيها ميان عبد الصّمد الهندي [٢] الرجل الصالح.

قال في «النور» : كان من الأخيار، عالما، فاضلا، محسنا، متواضعا، وحكي أنه كان إذا لم يكن على طهارة وثمّ أحد ممن اسمه اسم نبي لم يتلفظ باسمه تعظيما واحتراما لذلك الاسم الشريف، رحمه الله تعالى. انتهى.

وفيها شمس الدّين أبو النّعمان محمد بن كريم الدّين محمد الأيجي العجمي الشافعي الصالحي [٣] نزيل صالحية دمشق، الإمام العلّامة العارف بالله تعالى.

قال في «الكواكب» : قدم دمشق وهو شاب في سنة عشرين وتسعمائة، وصحب سيدي محمد بن عراق سنين كثيرة، وتعانى عنده المجاهدات، واشتغل بالعلم قبل أن يدخل بلاد الشام، وبعده علي الشيخ الصّفوي الأيجي وغيره، وكان له يد في المعقولات، وتولى تدريس الشامية عن شيخ الإسلام الوالد، بعد ما كان بينهما من المودة والصّحبة ما لا يوصف، وانتقد على الأيجي ذلك، وعوّض الله على الوالد بأحسن منها. وكان الأيجي ملازما على الأوراد والعبادات، أمارا


[١] أي رئاسة الوزارة في أيامنا.
[٢] ترجمته في «النور السافر» ص (٣٦١) .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>