للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ عن علماء عصره، ودأب، وحصّل، ووعظ، وأفاد، رحمه الله تعالى.

وفيها المولى محمد المعروف بصار كرز [أو غلي] زاده [١] نسبة إلى جدّه من قبل أبيه، الحنفي الرّومي.

قال في «العقد المنظوم» : نشأ في مجالس الأفاضل الأكارم، ومحافل الأماثل الأعاظم، مغترفا من حياض معارفهم، ومتأنّقا في رياض لطائفهم، إلى أن صار ملازما من المولى أبي السعود، وتنقّل في المدارس إلى أن قلّد قضاء المدينة المنوّرة، فتبرّم من ذلك، فبدّل بقضاء حلب فلم يبارك له في عمره، بل في مدة تقرب من سنتين توفي.

وكان- رحمه الله تعالى- عالما، عاملا، فاضلا، كاملا، حليما، سليما، لطيف الطبع، وقورا، صبورا، مهتما بدرسه، مشتغلا بنفسه، وله «تعليقة» على كتاب الصوم من «الهداية» و «حواش على المفتاح» من القانون الأول إلى آخر بحث الاستعارة، و «حواش على الهيئات من شرح المواقف» وله رسالة بليغة في وصف العلم مطلعها:

لك الحمديا من أنطق [٢] النّون والقلم ... فأوصافه [٣] جلّت عن النّقص والعدم

وأضحك من طرس ثغورا [٤] بصنعه ... وأبكى به عين اليراع من السّقم

صلاة وتسليم على الرّوضة التي ... تعطّر من أنفاسها المسك والشّمم

وبقيتها سجع في غاية البلاغة. انتهى


[١] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (٥٠١- ٥٠٢) وما بين الحاصرتين مستدرك منه و «معجم المؤلفين» (١/ ٧٩) وقال حاجي خليفة في «كشف الظنون» (١/ ٨٨٤) . «المتوفى سنة ٩٩٠» .
[٢] في «آ» : «أطلق» .
[٣] في «آ» : «بأوصافه» .
[٤] في «العقد المنظوم» : «من ثغر طروسا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>