للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره:

اترك الدّنيا لناس زعموا ... أنّ فيها مرهم القلب الجريح

ذاك ظنّ منهم بل غلط ... آه منها ما عليها مستريح

وأهدى سفينة لبعض أصحابه وكتب معها:

سفينة وافتك يا سيدي ... مشحونة بالنّظّم والنّثر

قد ملئت بالدّر أرجاؤها ... من أجل ذا جاءت إلى البحر

وفيها أبو السعادات محمد بن أحمد بن علي الفاكهي المكّي الحنبلي [١] الإمام العلّامة.

ولد سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وقرأ في المذاهب الأربعة، فكانت له اليد الطولى، وتفنّن في العلوم.

ومن شيوخه الشيخ أبو الحسن البكري، وابن حجر الهيتمي، والشيخ محمد الحطّاب في آخرين من أهل مكة، وحضرموت، وزبيد، يكثر عددهم بحيث يزيدون على التسعين، وأجازوه، وحفظ «الأربعين النواوية» و «العقائد النسفية» و «المقنع» في فقه الحنابلة، و «جمع الجوامع» الأصولي و «ألفية ابن مالك» و «تلخيص المفتاح» وغير ذلك، منها، القرآن العظيم، وقرأ للسبعة، ونظم ونثر، وألّف من ذلك «شرح مختصر الأنوار» المسمى «نور الأبصار» في فقه الشافعي، ورسالة في اللغة، وغير ذلك، ورزق الحظوة في زمنه.

وكان جوادا، سخيا، لا يمسك شيئا، ولذلك كان كثير الاستقراض، وكانت تغلب عليه الحدّة، ودخل الهند وأقام بها مدة مديدة، ثم رجع إلى وطنه مكّة سنة سبع وخمسين وتسعمائة، وفي ذلك العام زار النّبيّ صلّى الله عليه وسلم، ثم حجّ في السنة التي تليها، وعاد إلى الهند فمات بها ليلة الجمعة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة.


[١] ترجمته في «النور السافر» ص (٤٠٧- ٤١٠) و «النعت الأكمل» ص (١٥٤- ١٥٥) و «الأعلام» (٦/ ٧) و «معجم المؤلفين» (٨/ ٢٩٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>