للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الشيخ نور الدّين من أخصّ الناس بالشيخ محمد بن أبي الحسن البكري.

وفيها شمس الدّين أبو مسلم محمد بن محمد بن خليل بن علي بن عيسى بن أحمد الصّماديّ الدمشقي القادريّ الشافعيّ [١] .

ولد سنة إحدى عشرة وتسعمائة.

قال في «الكواكب» : وكان من أمثل الصوفية في زمانه، وله شعر في طريقتهم، إلا أنه لا يخلو من مؤاخذة في العربية، وكان شيخ الإسلام الوالد يجلّه ويقدّمه على أقرانه من الصّوفية ويترجمه بالولاية، وأفتى شيخ الإسلام الوالد تبعا لشيخي الإسلام شمس الدّين بن حامد، والتّقوى بن قاضي عجلون بإباحة طبولهم في المسجد وغيره، قياسا على طبول الجهاد والحجيج، لأنها محرّكة للقلوب إلى الرّغبة في سلوك الطريق، وهي بعيدة الأسلوب عن طريقة أهل الفسق والشرب.

وكان الأستاذ الشيخ محمد البكري يجلّ [٢] صاحب الترجمة لأنهما اجتمعا في بيت المقدس، وعرف كل منهما مقدار الآخر.

قال النجم الغزّي: وما رأيت في عمري أنور من أربعة إذا وقعت الأبصار عليهم شهدت البصائر بنظر الله إليهم، أجلّهم والدي، والشيخ محمد الصّمادي، والشيخ محمد اليتيم، ورجل رأيته بمكّة المشرّفة سنة إحدى وألف.

وكان الشيخ محمد الصّمادي [٣] معتقدا للخواص والعوام، خصوصا حكام دمشق والواردين إليها من الدولة. وكانوا يقصدونه في زاويته للتبرك وطلب الدّعاء منه.

وبالجملة كان من أفراد الدهر.


[١] ترجمته في «درّ الحبب» (٢/ ١/ ١٦٨- ١٦٩) و «الكواكب السائرة» (٣/ ١٦- ٢٠) و «جامع كرامات الأولياء» (١/ ١٨٥- ١٨٧) .
[٢] في «ط» : «يبجل» وهو خطأ.
[٣] في «ط» : «الصماد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>