للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: فممن أنت ثكلتك أمّك؟! [١] .

قال: أنا رجل من حمير.

قالت: أتعرف الذي يقول:

نبّئت حمير تهجوني فقلت لهم ... ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا

لأنّ حمير قوم لا نصاب لهم ... كالعود بالقاع لا ماء [٢] ولا ورق

لا يكثرون وإن طالت حياتهم ... ولو يبول عليهم ثعلب غرقوا

قال: لا والله ما أنا من حمير.

قالت: فممن أنت؟

قال: رجل من يحابر [٣] .

قالت: أتعرف الذي يقول:

ولو صرّ صرّار بأرض يحابر ... لماتوا وأضحوا في التّراب رميما

قال: لا والله ما أنا من يحابر.

قالت: فممن أنت؟


[١] قال ابن الأثير إنه- صلّى الله عليه وسلّم- قال لبعض أصحابه: «ثكلتك أمك» أي فقدتك. والثّكل: فقد الولد. وامرأة ثاكل وثكلى. ورجل ثاكل وثكلان، كأنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أو قوله.
والموت يعمّ كلّ أحد، فإذن الدعاء عليه كلا دعاء، أو أراد إذا كنت هكذا فالموت خير لك لئلا تزداد سوءا، ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب ولا يراد بها الدعاء، كقولهم: تربت يداك، وقاتلك الله. «النهاية» (١/ ٢١٧) .
[٢] تحرفت لفظة «لا ماء» في الأصل إلى «لا يمر» وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[٣] في الأصل: «بجاير» وفي المطبوع: «بحائر» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «مروج الذهب» للمسعودي (٣/ ٢٩٠) .
قلت: وهذه القبيلة تنسب إلى يحابر بن مالك بن أدد بن زيد. انظر «جمهرة أنساب العرب» لابن حزم ص (٤٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>