للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: ممن [١] أنت؟

قال: من أولاد حام.

قالت: أتعرف الذي يقول:

ولا تنكحن أولاد حام فإنّهم ... مشاويه خلق الله حاشا ابن أكوع

قال: لا والله ما أنا من ولد حام، ولكني من ولد الشيطان الرّجيم.

قالت: فلعنك الله [٢] ولعن أباك معك، أتعرف الذي يقول:

ألا يا عباد الله هذا عدوّكم ... عدوّ نبيّ الله إبليس ينهق

فقال لها: هذا مقام العائذ بك.

قالت: قم فارحل خاسئا مذموما، وإذا نزلت بقوم فلا تنشد فيهم شعرا حتّى تعرف من هم، ولا تتعرّض للمباحثة عن مساوئ النّاس، فلكل قوم إساءة وإحسان إلّا رسل ربّ العالمين [٣] ومن اختاره الله من عباده وعصمه من عدوه، وأنت كما قال جرير للفرزدق:

وكنت إذا حللت بدار قوم ... رحلت بخزية وتركت عارا [٤]

فقال لها: والله لا أنشدت بيت شعر أبدا.

فقال السّفّاح: لئن كنت عملت هذا الخبر، ونظمت فيمن ذكرت هذه الأشعار، فلقد أحسنت، وأنت سيّد الكذّابين، وإن كان الخبر صدقا وكنت فيما ذكرت محقّا، فإنّ هذه الجارية لمن أحضر النّاس جوابا، وأبصرهم بمثالب النّاس.


[١] في «مروج الذهب» : «فمن» .
[٢] لفظ الجلالة سقط من المطبوع.
[٣] في «مروج الذهب» : «إلّا رسول رب العالمين» .
[٤] لم أجد البيت في «ديوانه» المطبوع في دار بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>