للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له القاضي: كلامك مسموع وشهادتك مقبولة، ثم غرم القاضي المبلغ من عنده.

ونوادره كثيرة جدا، وهو مطعون فيه، وليست له رواية.

وفي شعبان منها، توفي الإمام أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثّوري الفقيه، سيّد أهل زمانه علما وعملا، وله ستّ وستون سنة. روى عن عمرو بن مرّة، وسماك بن حرب، وخلق كثير.

قال ابن المبارك: كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ [١] ما فيهم أفضل من سفيان.

وقال شعبة، ويحيى بن معين، وغيرهما: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.

وقال أحمد بن حنبل: لا يتقدم على سفيان في قلبي أحد.

وقال يحيى القطّان: ما رأيت أحفظ من الثّوريّ، وهو فوق مالك في كل شيء.

وقال سفيان: ما استودعت قلبي شيئا قطّ فخانني.

وقال ورقاء [٢] : لم ير الثّوريّ مثل نفسه.


وإن نبثوا بئري نبثت بئارهم ... فسوف ترى ماذا ترد النبائث
[١] في «العبر» للذهبي (١/ ٢٣٦) : «كتبت عن ألف ومائة» .
[٢] هو ورقاء بن عمر اليشكري، أبو بشر، أصله من خوارزم، كان يسكن المدائن مدّة، وبغداد زمنا، ومات بالمدائن على تيقظ فيه وإتقان. وكان صدوقا صالحا. انظر ترجمته في «مشاهير علماء الأمصار» لابن حبّان ص (١٧٥) ، و «تهذيب الكمال» (٣/ ١٤٦٠- ١٤٦١) مصوّرة دار المأمون للتراث، و «الكاشف» للذهبي (٣/ ٢٠٦) ، و «تهذيب التهذيب» لابن حجر (١١/ ١١٣- ١١٥) ، وسوف ترد ترجمته في صفحة (٢٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>