للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاز صمصامة الزّبيديّ عمرو ... من جميع الأنام موسى الأمين

سيف عمرو وكان فيما سمعنا ... خير ما أغمدت عليه الجفون

أوقدت فوقه الصّواعق نارا ... ثمّ شابت به الذّعاف المنون

وإذا ما شهرته تبهر الشّم ... - س ضياء فلم تكد تستبين

وكأنّ الفرند [١] والجوهر الجا ... ري في صفحتيه ماء معين

ما يبالي إذا الضّريبة حانت ... أشمال سطت به أم يمين [٢]

فقال [له] الهادي: لك السيف والمكتل، فخذهما، ففرّق المكتل على الشعراء، وقال: دخلتم معي وحرمتم من أجلي، وفي السيف عوض، ثم بعث إليه الهادي، فاشترى منه السيف بخمسين ألفا. انتهى.

وكان عيسى بن دأب من أهل الحجاز، وكان أكثر أهل عصره أدبا، وعلما، ومعرفة بأخبار النّاس وأيامهم، وكان الهادي كلفا به، يقول له:

يا عيسى ما استطلت [٣] بك يوما ولا ليلة ولا غبت عنّي إلّا ظننت أني لا أرى غيرك [٤] .

وذكر [٥] عيسى هذا أنه رفع إلى الهادي، أن رجلا من أرض المنصورة [٦]


[١] الفرند: السيف. انظر «مختار الصحاح» ص (٥٠١) .
[٢] الأبيات في «مروج الذهب» للمسعودي (٣/ ٣٤٥- ٣٤٦) ، و «زهر الآداب» للقيروني (٢/ ٧٨١) ، و «وفيات الأعيان» لابن خلكان (٦/ ١٠٩) .
[٣] في الأصل، والمطبوع: «ما استطاعت» ، والتصحيح من «مروج الذهب» .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «غيرى» والتصحيح من «مروج الذهب» .
[٥] في الأصل، والمطبوع: «فذكر» وما أثبته من «مروج الذهب» .
[٦] في الأصل: «المنصور» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
قال ياقوت في «معجم البلدان» (٥/ ٢١١) : المنصورة: مفعولة من النصر في عدة مواضع، فيها المنصورة بأرض السند وهي قصبتها، مدينة كبيرة كثيرة الخيرات ذات جامع كبير. وانظر تتمة كلامه هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>