للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن خلّيت عن موسى هذه الليلة، وإلا نحرتك بها، فخلاه وأعطاه ثلاثين ألف درهم.

وقال موسى [١] : رأيت النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- وقال لي: «يا موسى حبست ظلما فقل هذه الكلمات، لا تبيت هذه الليلة في الحبس: يا سامع كلّ صوت، يا سائق الفوت، يا كاسي العظام لحما ومنشزها [٢] بعد الموت، أسألك بأسمائك الحسنى، وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطّلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليما ذا أناة، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا [ولا يحصى عددا] [٣] فرّج عنّي» [٤] . وأخباره كثيرة شهيرة رضي الله عنه.

وفيها شيخ أصبهان وعالمها، أبو المنذر النّعمان بن عبد السّلام التيميّ- تيم الله بن ثعلبة- وكان فقيها، إماما، زاهدا، عابدا، صاحب تصانيف.

أخذ عن الثّوريّ، وأبي حنيفة، وطائفة.

وفيها الفقيه أبو عبد الرّحمن يحيى بن حمزة الحضرميّ البتلهيّ [٥] قاضي دمشق ومحدّثها. وله ثمانون سنة.


[١] أي موسى الكاظم.
[٢] أي ومركب بعضها على بعض (ع) .
[٣] ما بين حاصرتين زيادة من «مرآة الجنان» (١/ ٤٠٦) .
[٤] أقول: المنامات لا يؤخذ منها حكم شرعي، والله أعلم بحقيقة هذه الرؤيا، وسندها وصحتها، ولكن هذا الدعاء ليس فيه مخالفة شرعية، وإنما لا يسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ع) .
[٥] في الأصل: «البتلي» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب. والبتلهي، نسبة إلى «بيت لهيا» وهي قرية في شرق غوطة دمشق وقد أصبحت الآن ضمن حدود دمشق يقوم في موقعها مستشفى الزهراوي.
انظر «غوطة دمشق» للأستاذ محمد كرد علي ص (١١٨) و (١٦٤) طبع دار الفكر بدمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>