للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو عرضت على الموتى حياتي ... بعيش مثل عيشي لم يريدوا [١]

وله نوادر حسان رائقة، واقترح عليه الرّشيد مرّات أن ينظم له [على] [٢] قضايا خفيّة يعرفها في داره ونسائه فيأتي على البديهة بما لو حضرها وعاينها لم يزد على ذلك. انتهى كلام ابن الأهدل.

ومن لطيف شعره قوله بديها، وهو من ألطف بديهة وأبدعها:

ودار ندامى عطّلوها وأدلجوا ... بها أثر منهم جديد ودارس

مساحب من جرّ الزّقاق على الثرى ... وأضغاث ريحان جنيّ ويابس

ولم أدر [٣] من هم؟ غير ما شهدت به ... بشرقيّ ساباط الدّيار البسابس

حبست بها صحبي فجدّدت عهدهم ... وإني على أمثال تلك لحابس

أقمنا بها يوما ويوما وثالثا ... ويوما له يوم الترحّل خامس

تدار علينا الرّاح في عسجديّة ... حبتها بأنواع [٤] التّصاوير فارس

قرارتها كسرى وفي جنباتها ... مها تدّريها بالقسيّ الفوارس

فللخمر ما زرّت [٥] عليه جيوبها ... وللرّاح [٦] ما دارت عليه القلانس [٧]

وقد اختلف في معنى قوله «أقمنا بها يوما ويوما إلخ» فقال ابن هشام:

ثمانية أيام.

وقال الدّمامينيّ في «شرح المغني» : سبعة، لأن يوم الترحل ليس من


[١] لم أجد البيتين في «ديوانه» طبع دار صادر، وهما في «مرآة الجنان» لليافعي (١/ ٤٥٤) .
[٢] لفظة «على» لم ترد في الأصل، وأثبتها من المطبوع.
[٣] في الأصل، والمطبوع: «ولم أدر منهم غير من شهدت به» وأثبت ما في «ديوانه» .
[٤] في «ديوانه» : «بألوان» .
[٥] في الأصل، والمطبوع: «وللماء ما ذرت» وأثبت ما في «ديوانه» .
[٦] في «ديوانه» : «وللماء» .
[٧] الأبيات في «ديوانه» ص (٣٦١) طبع دار صادر في بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>