للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كلامه: من أحسن في نهاره كوفئ في ليله، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره. ومن صدق في ترك شهوة، ذهب الله بها من قلبه، والله أكرم من أن يعذب قلبا ترك شهوة له. وأفضل الأعمال خلاف هوى النفس. وله كرامات وخوارق. ونسبته إلى داريّا قرية بغوطة دمشق [١] أو داران [٢] ، قيل:

وهذا الصحيح. والعنسيّ نسبة إلى عنس بن مالك رجل من مذحج.

وفيها، أو في التي قبلها- وبه جزم ابن ناصر الدّين- أبو عامر العقديّ عبد الملك بن عمرو البصريّ أحد الثقات المكثرين. روى عن هشام الدستوائي وأقرانه.

قال ابن ناصر الدّين: كان إماما أمينا ثقة مأمونا.

وفيها محمد بن عبيد الطّنافسيّ الأحدب الكوفيّ الحافظ. سمع هشام بن عروة والكبار.

قال ابن سعد: كان ثقة صاحب سنّة.

وقال ابن ناصر الدّين: هو وأخواه يعلى وعمر من الموثقين. انتهى.

وفيها قارئ أهل البصرة يعقوب بن إسحاق الحضرميّ مولاهم المقرئ النحويّ أحد الأعلام. قرأ على أبي المنذر سلّام الطّويل. وسمع من شعبة وأقرانه. تصدر للإقراء والتحديث، وحمل عنه خلق كثير. وله في القراءة رواية مشهورة ثامنة على قراءة السبعة، رواها عنه روح بن عبد المؤمن وغيره. واقتدى به البصريون، وأكثرهم على مذهبه بعد أبي عمرو بن العلاء.


[١] قلت: لقد كانت هذه القرية من أجمل قرى غوطة دمشق الغريبة، ثم تحولت خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى مدينة صغيرة على أثر تشييد العدد الكبير من العمارات فوق أراضيها الخصبة المنتجة من قبل أهلها وتجار دمشق، دون الأخذ بعين الاعتبار ما لفقدان الأراضي الزراعية من أثر سيىء على مناخ دمشق، ولقد طالت هذه الآفة معظم قرى غوطتي دمشق الشرقية والغربية في الآونة الأخيرة، حتى كادت تقضي على الغوطتين معا ولا حول ولا قوة إلا بالله. وانظر خبرها في «معجم البلدان» لياقوت (٢/ ٤٣١- ٤٣٢) .
[٢] وذكر ذلك أيضا الزبيدي في «تاج العروس» (دار) وعزاه لسيبويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>