للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامه فيح

ألا يا حمام الأيك فرخك [١] حاضر ... وغصنك ميّاد ففيم تنوح

أفق لا تنح من غير شيء فإنني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح

ولوعا وشطّت غربة دار زينب ... فها أنا أبكي والفؤاد قريح

عسى جود عبد الله أن يعكس النّوى ... فتضحي [٢] عصا التّطواف وهي طليح

فإنّ الغنى يدني الفتى من صديقه ... وعدم الفتى بالمقترين [٣] طروح [٤]

فاستعبر عبد الله ورقّ له لمّا سمع من تشوّقه إلى أولاده. وقال: يا أبا محلّم ما أحسن ما تلطفت به لحاجتك، وإني والله بك لضنين وبقربك لشحيح، ولكن والله لا جاوزت هذا حتّى ترجع إلى أهلك، وأمر له بثلاثين ألف درهم نفقة، ورحّله وردّه من موضعه، فأدركته المنية قبل وصوله إلى أهله، ولما ردّه عبد الله قال عوف:

يا بن الذي دان له المشرقان ... وألبس الأمن به [٥] المغربان

إن الثمانين وبلّغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

وأبدلتني بالنّشاط [٦] انحنا ... وكنت كالصّعدة تحت السّنان

وعوّضتني من زماع الفتى ... وهمّه همّ الهجين الهدان

وهمت بالأوطان وجدا بها ... وبالغواني أين مني الغوان

فقرّباني بأبي أنتما ... من وطني قبل اصفرار البنان


[١] في «فوات الوفيات» : «إلفك» .
[٢] في «تاريخ بغداد» : «فنلقي» .
[٣] في «فوات الوفيات» : «بالمعسرين» .
[٤] الأبيات في «فوات الوفيات» (٣/ ١٦٣) عدا البيتين السابع والثامن، وبعض الأبيات في «تاريخ بغداد» للخطيب (٩/ ٤٨٦- ٤٨٧) .
[٥] في الأصل: «منه» ، وأثبت ما في المطبوع وهو موافق لما في «فوات الوفيات» .
[٦] في «فوات الوفيات» : «وبدّلتني بالشطاط» وفي «معجم البلدان» : «وبدلتني من نشاط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>