للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أحمد بن حنبل: كتب المأمون إلى متولّي بغداد يمتحن النّاس، فامتحن عفّان، وكتب المأمون: فإن لم يجب عفّان فاقطع رزقه. وكان له في الشهر خمسمائة درهم. فلم يجبهم، وقال: وَفي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ٥١: ٢٢ [الذاريات: ٢٢] .

وقال ابن ناصر الدّين: جعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل وعن جرحه، فأبى وقال: لا أبطل حقا من الحقوق.

. وفيها أبو عمر حفص بن عمر الضرير البصريّ، صدوق.

. وقالون القارئ، قارئ أهل المدينة، صاحب نافع، وهو أبو موسى عيسى بن مينا [١] الزهريّ مولاهم المدني.

قال الذهبي في «المغني» [٢] : حجة في القراءة لا في الحديث. سئل عنه أحمد بن صالح، فضحك وقال: يكتبون [٣] عن كل أحد. انتهى.

. وفيها الشريف أبو جعفر محمد بن علي الرضا بن موسى [٤] الحسيني، أحد الاثني عشر إماما الذين تدّعي فيهم الرافضة العصمة، وله خمس وعشرون سنة. وكان المأمون قد نوّه بذكره، وزوّجه بابنته، وسكن بها بالمدينة، فكان المأمون ينفذ إليه في السنة ألف ألف درهم وأكثر، ثم وفد على المعتصم فأكرم مورده، وتوفي ببغداد آخر السنة، ودفن عند جده موسى، ومشهدهما ينتابه العامة بالزيارة.


[١] انظر: «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٣٢٦) ، و «معرفة القرّاء الكبار» (١/ ١٥٥) ، و «الأعلام» (٥/ ١١٠) .
[٢] «المغني في الضعفاء» (٢/ ٥٠٢) .
[٣] في «المغني في الضعفاء» : «تكتبون» .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «محمد الجواد بن علي بن موسى الرضا» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (١/ ٣٨٠) ، و «الأعلام» للزركلي (٦/ ٢٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>