للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا فيما إذا حلف لا يأكل البيض: إِن اليمين تحمل على ما يزايل (١) بائضه وهو حي (٢)؛ فيدخل فيه ببيض الدجاج والنعام والأوز. وحكى المحاملي وجهًا: "أنه يختص ببيض الدجاج فقط" (٣). وقال الإِمام: "الطريقة المرضية: أنه لا يحنث إِلا بما يفرد بالأكل في العادة، دون بيض العصافير والحمام وغيرها".

وهذا كله تنزيلًا (٤) للفظ الحالف على العرف، فهلا جاء مثله في الخبز؟ فإِن خبز الأرز والباقلاء (٥) ونحو ذلك غير معتاد في غالب البلاد. والله أعلم.

* * *


(١) يزايل: يفارق، قال الجوهرى: - "والمزايلة المفارقة، يقال زايله مزايلة وزيالًا، إذا فارقه" الصحاح (٤/ ١٧٢٠).
(٢) قال النووى: - "لأنه المفهوم، فلا يحنث ببيض السمك والجراد" روضة الطالبين (١١/ ٣٨).
(٣) الوجه الذي حكاه المحاملي وقول الإمام التالي ذكرهما الرافعي في: فتح العزيز، جـ ١٥: ورقة (١٢٠/ أ)، كما ذكرهما النووى في الروضة (١١/ ٣٨). إلا أنه لم يصرح باسم المحاملي.
(٤) الظاهر أن نصبها على أنها مفعول لأجله. وخَبَرُ اسم الإشارة المتقدم مقدر، والتقدير: وهذا كله (مقولٌ) تنزيلًا.
(٥) قال الفيروزآبادى: "والباقلاء مخفضة ممدودة القول" القاموس المحيط (٣/ ٣٤٦). وقال صاحب المصباح: "و (الباقلا) وزنه فاعِلًّا يشدد فيقصر، ويخفف فيمد، الوحدة (باقلاَّة) بالوجهين). المصباح المنير (١/ ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>