للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} (١) الآية ففيها أن طريان المن والأذى بعد الصدقة (٢) كمقارنة الرياء لها في الابتداء (٣)، ثم إِن الله تعالى ضرب مثالين:

أحدهما: المبطل (٤) في الابتداء في قوله: {كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ} (٥)، فنزول الوابل قارنه الحجر الذي يستره (٦) تراب فما وجد محلاً للنبات، فكذا الرياء إِذا قارن إِنفاق المال.

والمثال الثاني: الطارئ في الدوام، ويُفْسِد (٧) [الشيء] (٨) من أصله، في قوله


(١) من الآية رقم (٢٦٤) من سورة البقرة. وتمام الآية هو قوله تعالى: {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.
(٢) نهاية الورقة رقم: (٥٤).
(٣) يعني: في إِبطال ثواب الصدقة.
(٤) يظهر أن من المناسب أن تكون هكذا: (للمبطل) وكذا في المثال الثاني تكون الكلمة هكذا (للطارئ).
(٥) من الآية رقم (٢٦٤)، من سورة البقرة. هذا: وقد قال ابن كثير فى تفسير ذلك: "ثم ضرب تعالى مثل ذلك المرائي بإنفاقه. قال الضحاك: والذي يتبع نفقته مناً أو أذى، فقال: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ} وهو جمع صفوانه، فمنهم من يقول: الصفوان يستعمل مفرداً أيضًا، وهو الصفا، وهو الصخر الأملس. {عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ} وهو المطر الشديد. {فَتَرَكَهُ صَلْدًا} أي فترك الوابل ذلك الصفوان صلداً. أي أملس يابساً، أي لا شيء عليه من ذلك التراب، بل قد ذهب كله، أي وكذلك أعمال المرائين تذهب وتضمحل عند الله، وإِن ظهر لهم أعمال فيما يرى الناس كالتراب. ولهذا قال: {لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} تفسير ابن كثير (١/ ٣١٩).
(٦) وردت في المخطوط بدون هاء، هكذا: (يستر).
(٧) تقرأ: بضم الياء، وكسر السين.
(٨) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المخطوطة، وبه يستقيم الكلام، وقد ذكره العلائي في المجموع المذهب: ورقة (١١٨/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>