للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} (١) الآية.

معنى الآية أن هذه الجنة لما تعطل النفع بها بالاحتراق، عند ضعف صاحبها وضعف ذريته، فهو أحوج ما يكون إِليها، فكذا طُرْآن (٢) المن والأذى يحبطان أجر المتصدق، أحوج ما يكون إِليه يوم فقره وحاجته (٣).

(٤) إِذا علمت [ذلك] (٥). فمن القسم الأول [وهو] (٦): ما قطع فيه بأن الطارئ في الدوام كالمقارن (٧):


(١) من الآية رقم (٢٦٦) من سورة البقرة، وتمام الآية هو قوله تعالى: {مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}.
ومما أخرجه ابن جرير في تفسير الآية عن طريق عطاء، قال: "سأل عمر الناس عن هذه الآية فما وجد أحداً يشفيه. حتى قال ابن عباس وهو خلفه: يا أمير المؤمنين، إِني أجد في نفسي منها شيئا. قال: فتلفت إِليه، فقال: تحول هاهنا لم تحقر نفسك؟ قال: هذا مثل ضربه الله عز وجل فقال: أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل أهل الخير وأهل السعادة، حتى إِذا كان أحوج ما يكون إِلى أن يختمه بخير حين فني عمره واقترب أجله، ختم ذلك بعمل من عمل أهل الشقاء، فأفسده كله، فحرقه، أحوج ما كان إِليه"، تفسير الطبرى (٣/ ٥١).
(٢) بضم الطاء: وسكون الراء. انظر: المصباح المنير (٢/ ٣٧٢) ووردت في المجموع المذهب هكذا (طريان).
(٣) في مثل هذا الموضع، قال العلائي: "هذا معنى ما سمعته وفي هذا الاستنباط مناقشة لسنا بصددها" المجموع المذهب: ورقة (١١٨/ أ).
(٤) فيما يلي سيذكر المؤلف أمثلة لكل قسم من أقسام المانع المتقدمة.
(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المخطوطة.
(٦) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المخطوطة. وبه يستقيم الكلام.
لأن ما قطع فيه بأن الطارئ في الدوام كالمقارن، هو نفسه القسم الأول، وليس بعض القسم الأول.
(٧) ممن ذكر أمثلة لهذا القسم، الشيخ عز الدين بن عبد السلام، والزركشي، والسيوطي. انظر: قواعد الأحكام (٢/ ٨٨)، والمنثور (٢/ ٣٤٧). والأشباه والنظائر (١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>