معه، وأخرج الطحاوي عن أبي ذر:(كل مع صاحب البلاء؛ تواضعًا لربك وإيمانًا).
(ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للمجذوم: (كل) معي يا مجذوم (ثقة بالله) - بكسر المثلثة - مصدر بمعنى الوثوق؛ كالعدة والوعد، وهو مفعول مطلق منصوب بعامل محذوف وجوبًا؛ تقديره: أي: كل معي أثق بالله وثوقًا في حفظه إياي من مرضك؛ أي: اعتمادًا عليه وتفويضًا للأمر إليه (وتوكلًا على الله).
والجملتان حالان من ضمير (معي) ثانيتهما مؤكدة للأولى؛ أي: كل معي، حالة كوني واثقًا بالله متوكلًا عليه في حفظه إياي من مرضك هذا، ويحتمل كونهما مستأنفتين، ويحتمل أنهما من كلام الراوي؛ أي: قال ذلك ثقة بالله وتوكلًا عليه.
قال السندي: الجذام: داء كالبرص يتسبب منه تساقط اللحم والأعضاء، قيل: الظاهر أن قوله: "ثقة بالله" من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الأردبيلي: قال البيهقي: أخذه صلى الله عليه وسلم بيد المجذوم ووضعها في القصعة وأكله معه. . في حق من يكون حاله الصبر على المكروه، وترك الاختيار في موارد القضاء، وقوله صلى الله عليه وسلم:(فر من المجذوم؛ كما تفر من الأسد)، وأمره صلى الله عليه وسلم في مجذوم بني ثقيف بالرجوع. . في حق من يخاف على نفسه العجز عن احتمال المكروه والصبر عليه، فيحترز بما هو جائز في الشرع من أنواع الاحترازات. انتهى.
قال النووي: قال القاضي: قد اختلفت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم