في قصة المجذوم: فثبت عنه الحديثان المذكوران؛ يعني: حديث: "فر من المجذوم"، وحديث:"المجذوم في وفد ثقيف".
وروي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل مع المجذوم، وقال له:"كل ثقة بالله وتوكلًا عليه".
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان لنا مولىً مجذوم، فكان يأكل في صحافي، ويشرب في أقداحي، وينام على فراشي.
قال: وقد ذهب عمر وغيره من السلف إلى الأكل معه، ورأوا أن الأمر باجتنابه منسوخ، والصحيح الذي قاله الأكثرون، ويتعين المصير إليه. . أنه لا نسخ، بل يجب الجمع بين الحديثين، وحمل الأمر باجتنابه والفرار منه على الاستحباب والاحتياط لا على الوجوب.
وأما الأكل معه. . ففعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لبيان الجواز. انتهى ما قاله النووي. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطب، باب في الطيرة، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل مع المجذوم.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث جابر بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(١٧٣) - ٣٤٨٧ - (٢)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي، لقبه دحيم - مصغرًا - ثقة حافظ متقن، من العاشرة،