قال السندي: قوله: "ارجع؛ فقد بايعناك" قيل: رده خوفًا على أصحابه؛ لئلا يروا لأنفسهم فضلًا عليه، فيدخلهم العجب، أو خوفًا عليه؛ لئلا يحزن المجذوم لرؤية الناس فيقل صبره على البلاء، وقيل: لأن الجذام يتعدى عادة، وقيل: لئلا يظن أحد العدوى إن حصل له جذام، والله أعلم. انتهى.
قوله:"فارجع" أي: إلى مكانك فاجلس فيه ولا تتحرك عنه؛ يعني: أنه صلى الله عليه وسلم بايعه بلا مصافحة، وهذا القول منه صلى الله عليه وسلم؛ لحفظ الضعفاء، وأما الأقوياء. . فلا يبالون بالاختلاط معه، ومن أجل هذا الحديث قال العلماء: إن المجذوم يمنع من المساجد ومن الاختلاط بالناس، وهل يثبت لزوجته خيار في فسخ نكاحه؟ فيه خلاف، وقد أثبت مالك والشافعي الخيار، بخلاف الحنفية، والتفصيل في كتب الفروع.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب السلام، باب اجتناب المجذوم ونحوه، والنسائي في كتاب البيعة، باب بيعة من به عاهة، وأحمد في "المسند".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.