للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ دَعَا ثُمَّ دَعَا ثُمَّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ؛ أَشَعَرْتِ أَنَّ أللهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟

===

أنه فعل شيئًا لم يفعله؛ أي: كان يتخيل إليه أنه وطئ زوجاته وليس بواطئ، وهذا التخيل بالبصر لا لخلل تطرق إلى العقل والقلب، بل السحر تسَلَّط على جسده الشريف وظواهر جواهره اللطيفة، لا على قلبه وعقله واعتقاده، وهذا لا يُدْخِلُ لَبْسًا على الرسالة، وفسر القاضي عياض هذا التخييلَ بقوله: يحتمل أن يكون المراد بالتخييل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء، فإذا دنا من المرأة. . فَتَر عن ذلك؛ كما هو شأن المعقود.

(قالت): واستمر كذلك مسحورًا (حتى كان ذات يوم) أي: كان في يوم من الأيام، ولفظ: (ذات) مقحم (أو) قالت عائشة - والشك من عروة أو ممن دونه -: أي: أو قالت عائشة: حتى إذا (كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذات ليلة) أي: كان في ليلة من الليالي (دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: طلب الشفاء من سحره من الله تعالى (ثم دعا) مرةً ثانية (ثم دعا) مرةً ثالثة؛ إظهارًا للعجز والافتقار، وعلمًا منه بأن الله هو الكاشف للكروب والأضرار، وقيامًا بعبادة الدعاء عند الاضطرار.

وفيه دليل على استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره، وحسنُ الالتجاء إلى الله تعالى.

(ثم) بعدما دعا ثلاث مرات (قال) لي: (يا عائشة؛ أشعرت) - بفتح همزة الاستفهام التقريري وفتح الشين المعجمة والعين المهملة وكسر التاء - خطابًا لعائشة؛ أي: أعلمت، فالهمزة للاستفهام التقريري؛ أي: هل علمت (أن الله) عز وجل (أفتاني) أي: أجابني (فيما استفتيته فيه) أي: فيما

<<  <  ج: ص:  >  >>