للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى كَانَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّئَ وَلَا يَفْعَلُهُ،

===

معمر" عن الزهري: أنه لبث ستة أشهر، وأيده الحافظ بحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (٦/ ٦٣) بإسناد موصول صحيح، راجع "فتح الباري" (١٠/ ٢٢٦) والله سبحانه وتعالى أعلم، وفي مسند يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق: سحر النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة سنةً؛ أي: حُبس عنها سنة، حتى كاد يغض بصره عنها.

وهذا الحديث يدل على أن السحر موجود، وأن له أثرًا في المسحور، وقد دل على ذلك مواضع كثيرة من الكتاب والسنة، بحيث يحصل بذلك القطع بأن السحر حق، وأنه موجود، وأن الشرع قد أخبر بذلك؛ كقصة سحرة فرعون بقوله تعالى: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} (١)، {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (٢). . . إلى غير ذلك مما تضمنته تلك الآيات من ذكر السحر والسحرة.

وبالجملة: فهو أمر مقطوع به؛ بإخبار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن وجوده ووقوعه، فمن كذب بذلك. . فهو كافر مكذب لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، منكر لما علم مشاهدةً وعيانًا، ومنكر ذلك إن كان مُسْتتِرًا به. . فهو الزنديقُ، وإن كان مظهرًا. . فهو المرتد. انتهى من "المفهم".

والسحر لغةً: كُلُّ ما لطُفَ وخَفِيَ، واصطلاحًا: كل ما خفي سببه، أو تُخيِّلَ على غير حقيقته، وقد بسطنا الكلام عليه في تفسيرنا "الحدائق" في مظانه.

قالت عائشة رضي الله عنها: سحَرَهُ يهودي (حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يخيل) ويصور (إليه) صلى الله عليه وسلم (أنه يفعل الشيء) أي: فَعَلَ الشيءَ (ولا يفعله) أي: والحال أنه لم يفعل ذلك الشيء حقيقة؛ أي: يظن


(١) سورة الأعراف: (١١٦).
(٢) سورة طه: (٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>