أي: تقربت إليه (فجلست) قدامه (على صدور قدمي) بصيغة التثنية؛ أي: على أوائل القدمين لي وأصابعهما على جلسة من يريد القيام بسرعة (قال) عثمان: (فضرب) رسول الله صلى الله عليه وسلم (صدري بيده) الشريفة (وتفل) أي: بصق (في فمي) قليلًا من الريق (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للشيطان الذي يوسوس إليَّ: (أخرج) من هذا العبد يا (عدو الله) ولا توسوس إليه فيما بعد اليوم (ففعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذلك) التفل والقول (ثلاث مرات) أي: كرره ثلاث مرات (ثم قال) لي: (الحق) أي: اذهب إلى محل عملك واشتغل (بعملك) الذي وليتكه ولا تتأخر عنه.
(قال) عبد الرحمن بن جوشن: (فقال عثمان) بن أبي العاص: (فلعمري) أي: فلحياتي قسمي؛ أي: أقسمت لكم بحياتي (ما أحسبه) أي: ما أحسب الشيطان ولا أظنه (خالطني) أي: خالط الشيطان قلبي ووسوس إليَّ (بعد) أي: بعد تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبصقه في فمي؛ أي: ما وسوسني في صلاتي ولا في غيرها من عبادتي؛ ببركة تفله صلى الله عليه وسلم ودعائه.
ولعل قسمه هذا وقع قبل النهي عن الحلف بالمخلوق، أو جرى على لسانه بلا قصد حلف؛ كعادة العرب، فلا اعتراض عليه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الطب، من طريق أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص، وقال: هذا حديث حسن صحيح الإسناد ولم يخرجاه.