والثاني خبرها، أو بالعكس؛ والقميص: اسم لما يلبس من المخيط الذي له كُمَّانِ وجَيْبٌ.
هذا؛ وقد قال ميرك في "شرح الشمائل": نصب القميص هو المشهور في الرواية، ويجوز أن يكون القميص مرفوعًا بالاسمية، وأحب على الخبرية.
ونقل غيره من الشراح أنهما روايتان، كذا في "المرقاة".
وقال العلامة العزيزي: أي كانت نفسه تميل إلى لبسه أكثر من غيره من نحو رداء أو إزار؛ لأنه أستر منهما، ولأنهما يحتاجان إلى الربط والإمساك، بخلاف القميص؛ لأنه يستر عورته ويباشر جسمه، بخلاف ما يلبس فوقه من الدثار. انتهى.
وروى بعضهم هذا الحديث؛ كابن ماجه عن أبي تميلة عن عبد المؤمن بن خالد بن عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم سلمة، وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم سلمة .. أصح، هذا آخر كلامه.
وعبد المؤمن هذا: قاضي مرو، لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو تميلة يحيى بن واضح أدخله البخاري في الضعفاء، ووثقه يحيى بن معين.
وقوله أيضًا:(لم يكن ثوب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من القميص).
قيل: وجه أحبية القميص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أستر للأعضاء من الإزار، ولأنه أقل مؤونةً، وأخف على البدن، ولأنه أكثر تواضعًا.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث الواحد.