للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وقال الكرماني: نسبة النظر إلى من يجوز عليه النظر كنايةٌ؛ لأن من اعتد واهتم بالشخص .. التفت إليه، ثم كثر حتى صار عبارة عن الإحسان وإن لم يكن هناك نظر، ولمن لا يجوز عليه حقيقة النظر؛ وهو تقليب الحدقة، والله منزه عن ذلك، فهو بمعنى الإحسان مجاز عما وقع في حق غيره كنايةً.

وقوله: "يوم القيامة" إشارة إلى أنه محل الرحمة المستمرة، بخلاف رحمة الدنيا؛ فإنها قد تنقطع بما يتجدد من الحوادث.

ويؤيد ما ذكر من حمل النظر على الرحمة أو المقت ما أخرجه الطبراني، وأصله في "أبي داوود" من حديث أبي جري: (أن رجلًا ممن كان قبلكم لبس بردة فتبختر فيها، فنظر الله إليه فمقته، فأمر الأرض فأخذته ... ) الحديث. انتهى.

قلت: الأولى، بل المتعين أن يحمل ما ورد من النظر ونحوه من صفات الله تعالى على ظاهره من غير تأويل، وقد تقدم الكلام في هذه المسألة مرارًا. انتهى من "التحفة".

وروي أن أول من جر ثوبه فمقته الله تعالى قارون من قوم موسى عليه السلام. انتهى؛ كما ذكره المفسرون، فتسوخ به الأرض كل يوم قدر قامة، فإذا وقع إلى مقره من جهنم .. قامت القيامة على أهل الدنيا، كذا قالوا.

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث الواحد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>