للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْ حَرِيرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لَوِ ابْتَعْتَ هَذِهِ الْحُلَّةَ لِلْوَفْدِ وَلِيَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ".

===

أي: مخططة بخيوط (من حرير) أي: منقوشة بخيوط من حرير (فقال) عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ لو ابتعت) واشتريت (هذه الحلة) لتلبسها (للوفد) أي: عند وفود الوفد؛ أي: عند حضور الجماعة الزائرين لك لبيعتك على الإسلام؛ كالملوك وسفائرهم (ولـ) تلبسها في (يوم الجمعة) وفي يوم العيد من أيام الزينة .. لكان حسنًا، فجواب (لو) محذوف دل عليه السياق، أو أن (لو) للتمني، فلا تحتاج إلى جواب (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) في جواب ما طلب عمر منه: (إنما يلبس) أمثال (هذه) الحلة من أنواع الحرير (من لا خلاق) ولا نصيب (له) من حرير الجنة (في) دار (الآخرة) يوم القيامة من الحلل المعدة للمتقين.

قوله: (حلة سيراء) الحلة - بضم الحاء المهملة وتشديد اللام -: إزار ورداء إذا كانا من جنس واحد.

وحكى عياض أن أصل تسمية الثوبين حُلَّةً: أنهما يكونان جديدين، فكأنما حُلَّا من طَيِّهِما الآنَ، وقيل: لا يكون الثوبان حُلَّة؛ ولا يُسميان باسمه حتى يلبس أحدهما فوق الآخر؛ فإذا كان أحدهما فوق الآخر .. فقد حَلَّ فوقَه؛ كالرداءِ فوق الإزار، أو فوق القميص، والمعنى الأول أَشْهرُ عندهم.

والسيراء - بكسر السين وفتح الياء ممدودةً - بوزن فعلاء: الثوب المخطط بخيوط الحرير من حرير أو قز، وإنما قيل لها: سيراء؛ لتسيير خطوط ممتدة فيها، كأنها السيور، وقال ابن سيده: هو ضرب من البرود، وقيل: ثوب مسير فيه خطوط يعمل من القز، وقيل: ثوب يجلب من اليمن، كذا في "فتح الباري" (١٠/ ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>