جبل؛ وهو حديث الخلاء المذكور هنا، (فقال) عبد الله بن عمرو: (والله؛ ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا) الحديث ويحدثه لنا، وقال عبد الله أيضًا:(وأوشك) أي: قرب (معاذ) بن جبل (أن يفتنكم) أيها الناس بالتشديد (في) شأن (الخلاء) وقضاء الحاجة بمنعكم عن قضائها في بعض المواضع.
(فبلغ ذلك) الذي قاله عبد الله (معاذًا فلقيه) أي: فلقي معاذ عبد الله، (فقال معاذ: يا عبد الله بن عمرو؛ إن التكذيب) والافتراء (بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (نفاق) أي: خروج عن الملة، وميل عن السنة، (وإنما إثمه) أي: إثم التكذيب والافتراء على الرسول (على من قاله) أي: قال ذلك الحديث وافتراه على الرسول، لا على من سمعه، فما عليك مؤاخذة به.
أو المعنى: إن التكذيب والإنكار بحديث مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. نفاق وخروج عن الدين، وإنما إثمه؛ أي: إثم التكذيب على من قاله؛ أي: على من كذبه، لا على الراوي، فوالله؛ (لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم) بأذني هاتين، حالة كونه (يقول: اتقوا) واجتنبوا التغوط في (الملاعن الثلاث) أي: في المواضع الثلاثة التي يكون التغوط فيها سببًا للعن الناس إياكم.