اتقوا (البراز) أي: التخلي والتغوط (في الموارد) أي: في المجاري التي يجري فيها الماء، (و) البراز في (الظل) المقصود للناس بالاستظلال به، لا في ظل الغابة، (و) البراز في (قارعة الطريق) المسلوك للناس لا المهجور؛ أي: في وسطه، وقيل: أعلاه، والمراد: نفس الطريق الذي يكون ممرًا للناس سواء كان في وسطه أو في طرفيه.
وسند هذا الحديث من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويًا مجهولًا؛ وهو أبو سعيد الحميري.
ودرجة الحديث أنه: صحيح؛ فقد رواه أبو داوود في "سننه" في كتاب الطهارة (١٤)، باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها، رقم (٢٦) الملاعن الثلاث دون القصة من طريق نافع بن يزيد به، وكذا رواه الحاكم في "المستدرك" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد (١/ ١٦٧)، وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة، وأحمد بن حنبل (١/ ٢٢٩).
فالحديث: صحيح بغيره، ضعيف السند صحيح المتن؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
قال السندي: قوله: (يتحدث بما لم يسمع) تكثيرًا للفائدة، وكان المصنف رحمه الله تعالى تبع معاذًا في ذلك؛ حيث أخرج من المتون في كثير من الأبواب ما ليس في الكتب الخمسة المشهورة، وإن كانت ضعيفة، وفي الباب أحاديث صحيحة أخرجها أصحاب تلك الكتب في كتبهم.
قوله:(فبلغ عبد الله ... ) إلى آخره؛ هو عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله مفعول به مقدم على فاعله، وفاعله قوله:(ما يتحدث به) من الأحاديث الغير المشهورة.