أيها المؤمنون (في نعل واحد) وفي رواية مسلم: (واحدة)، (ولا) في (خف واحد).
قال السندي: قيل: النهي عن الشهرة، وقيل: لما فيه من المثلة ومفارقة الوقار ومشابهة زي الشيطان؛ كالأكل بالشمال، وللمشقة في المشي والخروج عن الاعتدال، فربما يَصِيرُ سببًا لِلعِثار. انتهى.
وفي "الإرشاد": إنما نهى عن ذلك؛ لمشقة المشي حينئذ، وخوف العثار مع سماجة الماشي في الشكل وقبح منظره في العيون، أو لأنها مشية شيطان. انتهى منه.
واللام في قوله:(ليخلعهما جميعًا) وكذا فيما بعده .. لام الأمر للغائب، والفعل مجزوم بها؛ أي: ليخلع النعلين جميعًا وينزعهما؛ أي: كلًّا منهما، فلا يلبس إحداهما وينزع الأخرى؛ لأن ذلك لبسة الشيطان (أو ليمش فيهما جميعًا) بعد إصلاحها؛ أي: ليلبس النعلين كليهما وَلْيَمْشِ بهما.
قال الخطابي: الحكمة في النهي عن ذلك أن النعل شرعت لوقاية الرجل من شوك أو نحوه، فإذا انفردت إحدى الرجلين .. احتاج الماشي أن يتوقى لإحدى رجليه ما لا يتوقى للأخرى، فيخرج بذلك عن سَجِيَّةِ مَشْيِه، ولا يأمن مع ذلك من العثار، وقيل: لأنه لم يعدل بين جوارحه، وربما نسب فاعل ذلك إلى اختلال الرأي أو ضعفه.
وقال ابن العربي: قيل: العلة فيه أنها مشية الشيطان، وقيل: لأنها خارجة عن الاعتدال، وقال البيهقي: الكراهة فيه للشهرة، فتمتدُّ الأَبْصارُ إلى من