للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالتَّعْرِيسَ عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، وَالصَّلَاةَ عَلَيْهَا؛ فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ، وَقَضَاءَ الْحَاجَةِ عَلَيْهَا؛ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَلَاعِنِ".

===

التحذير بعامل محذوف وجوبًا لقيام العطف مقامه (والتعريس) معطوف على (إياكم)، والتعريس: نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة (على جواد الطريق) -بتشديد الدال- جمع جادة؛ وهي: معظم الطريق.

والمعنى: باعدوا أيها الناس أنفسكم عن النزول والاستراحة والنوم آخر الليل في جواد الطريق ومعظمه ووسطه، والمراد بجواد الطريق: الممر الذي يصل إليه أقدام المارة عند الزحام وكثرة المارة، لا في الأطراف البعيدة عن الوسط.

قوله: (والصلاة عليها) بالنصب معطوف على (التعريس) أي: وباعدوا أنفسكم عن الصلاة في جواد الطريق فعلى بمعنى في؛ (فإنها) أي: فإن جواد الطريق ووسطه (مأوى الحيات) والهوام في الليل؛ أي: منزلها ومسكنها لطلب ما يسقط من المارة من الأطعمة والزاد، (و) مأوى (السباع) الضارية ومنزلها في الليل لطلب ذلك كالنمور والذئاب والأسود، (وقضاء الحاجة) بالنصف معطوف على (التعريس) أيضًا (عليها) أي: في جواد الطريق، فعلى بمعنى في، كما مر؛ أي: وباعدوا أنفسكم عن قضاء حاجة الإنسان بولًا أو غائطًا في جواد الطريق وممر الناس منها؛ (فإنها) أي: فإن جواد الطريق (من الملاعن) أي: من الأمكنة الجالبة للعن الناس من يقضي حاجته فيها، مثل الظل والموارد.

وفي "الزوائد": إسناده ضعيف؛ فإن سالمًا وهو ابن عبد الله الخياط البصري .. ضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم وابن حبان والدارقطني وغيرهم، كما مر آنفًا، ولكن المتن حسن إلا قوله: (والصلاة عليها) لأن له شواهد صحيحة في "الطبراني" من حديث خالد بن معدان، وفي "النسائي" من حديث جابر.

<<  <  ج: ص:  >  >>