وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه أسامة بن زيد.
(قالت) عائشة: (سترت سهوةً) أي: طاقةً (لي) أي: طاقة بيتي وشباكه، قال القاسم بن محمد:(تعني) أي: تقصد عائشة بقولها: سترت سهوة لي؛ أي: سترت (الداخل) أي: الداخل من السهوة (بستر) رقيق؛ أي: بستارة رقيقة؛ أي: غير غليظة (فيه) أي: في ذلك الستر (تصاوير) أي: تَمَاثِيلُ.
قال النووي: السهوة - بفتح السين المهملة -: قال الأصمعي: هي شبيهة بالرف أو الطاق يوضع عليه الشيء.
قال أبو عُبيد: وسمعت غير واحد من أهل اليمن يقولون: السهوة عندنا: بيت صغير منحدر في الأرض، وسمكه مرتفع من الأرض يشبه الخزانة الصغيرة يكون فيه المتاع، قال أبو عبيد: وهذا عندي أشبه ما قيل في السهوة.
وقال الخليل: هي أربعة أعواد أو ثلاثة يوضع بعضها على بعض، ثم يوضع عليها شيء من الأمتعة، وقال ابن الأعرابي: هي الكوة بين الدارين، وقيل: بيت صغير يشبه المخدع، وقيل: هي كالصفة تكون بين يدي البيت، وقيل: شَبِيهُ دَحْلةٍ في جانب البيت، والله أعلم. انتهى منه.
أي: سترت كوة لي تعني داخلَها بستر رقيق لا غليظ، فيه تصاوير حيوان مختلفة (فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم) من خارج فرآه؛ أي: رأى ذلك الستر الذي جعلته على الطاقة .. (هتكه) أي: قطعه قطعًا؛ أي: رفعه وقطعه قطعًا صغارًا.
فقالت عائشة:(فجعلت) أي: اتخذت (منه) أي: من ذلك الستر الذي قَطَّعه قطعًا (منبوذتين) أي: مخدتين تنبذ وتوضع للمضطجع عليهما