(عن المغيرة بن شعبة) بن أبي عامر بن مسعود الثقفي الكوفي، الصحابي المشهور رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.
(قال) المغيرة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب) ومشى (المذهب) أي: إلى المكان الذي يذهب إليه لقضاء الحاجة فيه؛ أي: إذا أراد الذهاب إلى الموضع الذي يذهب إليه لقضاء الحاجة فيه .. (أبعد) نفسه عن أعين الناس بحيث لا يرونه، أو أبعد تلك الحاجة إلى حيث لا يراه الناس ولا يشمون فيه رائحته.
قوله:(المذهب) وهو موضع التغوط، أو مصدر ميمي بمعنى الذهاب المعهود؛ وهو الذهاب إلى موضع التغوط، قال العراقي: هو بفتح الميم وإسكان الذال وفتح الهاء مفعل من الذهاب، ويطلق على معنيين:
أحدهما: المكان الذي يذهب إليه لقضاء الحاجة فيه، والثاني: المصدر، يقال: ذهب ذهابًا ومذهبًا، فيحتمل هنا أن يراد المكان، فيكون التقدير: إذا ذهب في المذهب؛ لأن شأن الظروف أن تقدّر بفي الظرفية، ويحتمل أن يراد المصدر؛ أي: إذا ذهب ذهابًا إلى موضع قضاء الحاجة، والاحتمال الأول هو المنقول عن أهل العربية، وقال به أبو عبيدة وغيره، وجزم به في "النهاية"، ويوافق الاحتمال الثاني قوله في رواية الترمذي:(أتى حاجته فأبعد في المذهب) فإنه يتعين فيها أن يراد بالمذهب المصدر، (أبعد) في موضع ذهابه، أو في الذهاب المعهود؛ أي: أكثر المشي حتى بعد عن الناس في موضع ذهابه.