الإثبات؛ نظير {عَلِمَتْ نَفسٌ}(١)؛ أي: كلّ شخص ذكرًا كان أو أنثى (بِأُمِّه) أي: بالإحسان إليها، وفي تكرير الإيصاء بالأم تأكيد في أمرها، وزيادة اهتمام في برها فوق الأب؛ وذلك لتهاون كثير من الناس في حقها بالنسبة إلى الأب، فالتكرير للتأكيد، وقيل: بل هو لإفادة أن للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر؛ وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاعة، وهذه ثلاثة تنفرد بها، ثم تشارك الأب في التربية والقرابة (الذي يليه) أحد الضميرين للموصول والآخر للمرء والظاهر أن الفاعل للموصول؛ أي: المولى الذي يمون المرء ويلي أمره؛ فإنه أنسب لذكر المولى مع الأب، وأيضًا هَو المتعارف باسم المولى، وأيضًا هو المناسب بالموصول المذكور (وإن كان عليه) أي: على المرء (منه) أي: من المولى (أذىً)، وفي بعض النسخ:(أَذاةٌ) بتاء التأنيث، وجملة (يؤذيه) صفة لأذىً مؤكدة، والله أعلم.
وقد نبه في "الزوائد" على أن هذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، لكن لَمْ يتعرض لحكم إسناده، وقال: ليس لأبي سلامة هذا عند المؤلف سوى هذا الحديث، وليس له شيء في بقية الأصول الستة. انتهى من "السندي".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بما بعده من حديث أبي هريرة، وسنده ضعيف؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن بما بعده.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن سلامة بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما، فقال: