رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك) ومقتضى السياق في عبارة المؤلف أن يقال: (عن أبي هريرة قال: جاء رجل، فقال: يا رسول الله؛ من أبر؟ )
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤال الرجل: (أمك) بالنصب على رواية المؤلف، وكذا على رواية الترمذي؛ على أنه مفعول لفعل أمر محذوف؛ تقديره: بر أمك - بفتح الموحدة والراء المشددة - لأنه أمر من بر؛ من باب نفع وضرب؛ كما مر آنفًا؛ أي: بر أمك وصلها أولًا وأحسن إليها (قال) الرجل في السؤال الثاني: (ثم من) أبره وأصله بعد أمي يا رسول الله؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل في جواب سؤاله الثاني: (أمك) بالنصب أيضًا؛ أي: بر أمك وصلها وأحسن إليها (قال) الرجل في السؤال الثالث: (ثم من) أبره وأصله وأحسن إليه يا رسول الله؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤاله الثالث: (أباك) أي: بر أباك وصله وأحسن إليه، وفي سياق ابن ماجة مخالفة لسياق "الصحيحين" وغيرهما من أصحاب السنن؛ لأنهم إنما ذكروا الأب بعد ذكر الأم ثلاث مرات (قال) الرجل السائل في السؤال الرابع: (ثم) بعد أبي (من) أبره يا رسول الله؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب. سؤاله الرابع:(الأدنى) والأقرب؛ أي: ثم بر الأدنى والأقرب إليك من الأقارب (فـ) بعد الأدنى الأول بر (الأدني) والأقرب إليك بعد ذلك الأدنى؛ وذلك كالابن ثم ابن الابن وإن سفل، وكالأخ الشقيق ثم للأب ثم للأم؛ أي: ثم بر الأقرب فالأقرب إلى آخر ذوي الأرحام.
قال النووي: فيه الحث على بر الأقارب، وأن الأم أحقهم بذلك، ثم بعدها الأب، ثم الأقرب فالأقرب.