للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَبَقِيَ مِنْ برِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: "نَعَم، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِيفَاءٌ بعُهُودِهِمَا مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا".

===

عنه، مشهور بكنيته، شهد بدرًا وغيرها، مات سنة ثلاثين (٣٠ هـ)، وقيل بعد ذلك، حتى قال المدائني: مات سنة ستين (٦٠ هـ)، قال: وهو آخر من مات من البدريين. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسنُ؛ لأن فيه عبد الرَّحمن بن سليمان الغسيل، وهو صدوق فيه لين.

(قال) مالك بن ربيعة: (بينما نحن) معاشر الصحابة جالسون (عند النبي صلى الله عليه وسلم .. إذ جاءه) صلى الله عليه وسلم (رجل من بني سلمة) لَمْ أر من ذكر اسمه (فقال) الرجل: (يا رسول الله، أبقي) - بهمزة الاستفهام الاستخباري - أي: هل بقي (من بر أبوي) وإحساني إليهما (شيء) من البر (أبرهما به) أي: أحسن به عليهما، أي: هل بقي شيء من أنواع الخير أحسن به إليهما (من بعد موتهما؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم) بقي شيء كثير تهدي إليهما منه: (الصلاة عليهما) أي: دعاء الرحمة والجنة (و) منه (الاستغفار لهما) أي: طلب مغفرة ذنوبهما من الله تعالى (و) منه (إيفاء) وإنجاز (بعهودهما) التي عاهدوها لغيرهما في حال حياتهما؛ أي: إنجاز وإتمام بعهودهما (من بعد موتهما) كأن يفي وعد ما عاهدا للغير من العطايا والصلات وإبراء الدين (و) منه (إكرام صديقهما) كما يكرمانه بالزيارة والإهداء إليه (و) منه (صلة الرحم التي لا توصل إلَّا بهما) أي: إلَّا بسببهما، كصلة أقارب زوجة الأب، أو أقارب زوج الأم.

<<  <  ج: ص:  >  >>