قوله:(عن أسيد بن علي) بفتح الهمزة وكسر السين (عن أبي أسيد) بضم الهمزة مصغرًا.
قوله:(مالك بن ربيعة) - بالجر - اسم أبي أُسيد (من بني سلمة) - بكسر اللام - بطن من الأنصار، وليس في العرب سلمة غيرهم (من بر أبوي) أي: والدي، وهو من باب التغليب (شيء) أي: من البر (أبرهما) - بفتح الموحدة - لأنه من باب نفع؛ أي: أصلهما وأحسن إليهما (به) أي: بذلك الشيء الذي وهو ومن البر الباقي (الصلاة عليهما) أي: الدعاء لهما، ومنه صلاة الجنازة، قاله القاري، وفي "فتح الودود": والمراد بها: الترحم.
(والاستغفار لهما) أي: طلب المغفرة لهما، وهو تخصيص بعد تعميم (وإنفاذ عهدهما) أي: إمضاء وصيتهما (وصلة الرحم) أي: إحسان الأقارب (التي لا توصل إلَّا بهما) أي: التي تتعلق بالأب والأم، والموصول صفة كاشفة للرحم، قال الطيبي: الموصول ليس بصفة للمضاف إليه، بل للمضاف؛ أي: الصلة الموصوفة بأنها خالصة بحقهما ورضاهما لا لأمر آخر ونحوه.
قلت: يرجع المعنى إلى الأول فتدبر. انتهى.
قال في "مرقاة الصعود": ولفظ البيهقي: (وصلة رحمهما التي لا رحم إلَّا من قبلهما، فقال: ما أكثر هذا أو أطيبه يا رسول الله! قال: فاعمل به؛ فإنه يصل إليهما). قال المنذري: وأخرجه ابن ماجة، وسكت عن الحديث. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب في بر الوالدين، والحاكم في المستدرك في كتاب البر والصلة، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في "التلخيص".