للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَسْعَيَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ وَقَالَ: "إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ".

===

وخيبر والفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن سعد: أَمَره النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم الطائف بقطع أعناب ثقيف. يروي عنه: (ت س ق).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أنه) أي: أن يعلى (قال: جاء الحسن والحسين يسعيان) أي: يجريان ويسرعان (إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فـ) لما وصلا إليه صلى الله عليه وسلم .. (ضمهما) أي: ضم النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين (إليه) أي: إلى جسده الشريف وقبلهما (وقال) النبي صلى الله عليه وسلم بعدما ضمهما إليه: (إن الولد) أي: إن جنس الولد (مبخلة مجبنة) كلاهما على وزن مفعلة - بفتح الميم وسكون الفاء وفتح العين اللام - والمبخلة: على وزن مرحلة -: كلّ ما يحملك على بخل المال ويدعوك إليه؛ لأن وجود الولد لك يحملك على ادخار المال له، ويمنعك عن صرفه وإنفاقه في الخيرات، وكذا المجبنة: كلّ ما يحملك على بخل نفسك عن صرفها في المهالك؛ كالجهاد ودفاع العدو عن بلاد الإسلام؛ لأنك تخاف ضياع ولدك ويتمه إذا مت في الجهاد.

والحاصل: أن المبخلة: كلّ ما يمنعك عن بذل المال في الخيرات، والمجبنة: كلّ ما يحملك ويمنعك عن بذل نفسك في الخيرات؛ كالجهاد.

قال السندي: إن الولد مظنة البخل في المال والجبن في النفس؛ لأن الجبن ضد الشجاعة؛ لأنه هو الخوف من الإقدام على العدو؛ خوفًا من الموت.

وموضع الترجمة: ضمهما إليه؛ لأنه من نوع بر الوالد إلى الولد.

<<  <  ج: ص:  >  >>