إلى جاره) كلها ترجع إلى تعظيم حق الجار والإحسان إليه. انتهى.
قال الحافظ في "الفتح": المراد بقوله: "يؤمن": الإيمان الكامل، وخصه بالله وباليوم الآخر؛ إشارة إلى المبتدأ والمعاد؛ أي: من آمن بالله الذي خلقه وآمن بأنه سيجازيه بعمله .. فليفعل الخصال المذكورة في هذا الحديث. انتهى.
وعبارة "الكوكب": (من كان) يريد أن (يؤمن بالله واليوم الآخر) الإيمان الكامل المنجي من عذاب الله، والموصل إلى مرضاته ودار كرامته. انتهى.
قال في "بهجة النفوس": وإذا كان هذا في حق الجار مع الحائل بين الشخص وبينه .. فينبغي له أن يراعي حق الملكين الحافظين اللذين ليس بينه وبينهما جدار ولا حائل، فلا يُؤْذِهِمَا بإيقاع المخالفات في مرور الساعات؛ فقد جاء أنهما يسران بوقوع الحسنات، ويَحْزَنَانِ بوقوع السيئات، فينبغي مراعاةُ جانبهما، وحفظ خواطرهما بالإكثار من عمل الطاعة، والمواظبة على اجتناب المعصية؛ فهما أولى برعاية الحق من كثير من الجيران. انتهى من "الإرشاد".
قوله:"فليحسن إلى جاره" أي: إلى من جاور سكَنُه سكَنَه بالبر والإهداء والنصيحة له، قال القاضي عياض: معنى الحديث: أن من التزم شرائع الإسلام .. لزمه إكرام جاره وعدم إيذائه، وإكرام ضيفه، وبرهما، وكل ذلك تعريف بحق الجار وحث على حفظه، وقد أوصى الله تعالى بالإحسان إلى الجار في كتابه العزيز، وقال صلى الله عليه وسلم:"ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثُه".
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أنَّها قالت: يا رسول الله؛ إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال:"إلى أقربهما منك بابًا"، أخرجه البخاري في